فصل: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال أبو عبيدة معمر بن المثنى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
سورة البقرة (2):
{الم} (1) سكّنت الألف واللام والميم، لأنه هجاء، ولا يدخل في حروف الهجاء إعراب، قال أبو النّجم العجلىّ:
أقبلت من عند زياد كالخرف ** أجر رجلىّ بخط مختلف

كأنما تكتّبان لام ألف

فجزمه لأنه هجاء، ومعنى {الم} افتتاح، مبتدأ كلام، شعار للسورة.
{ذلِكَ الْكِتابُ} (2) معناه: هذا القرآن وقد تخاطب العرب الشاهد فتظهر له مخاطبة الغائب.
قال خفاف بن ندبة السلمىّ، وهى أمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غربان العرب في الجاهلية:
فان تك خيلى قد أصيب صميمها ** فعمدا على عين تيمّمت مالكا

أقول له والرّمح يأطر متنه ** تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا

يعنى مالك بن حمّاد الشمخىّ، وصميم خيله: معاوية أخو خنساء، قتله دريد وهاشم ابنا حرمله المريّان.
{لا رَيْبَ فِيهِ} (2) لا شكّ فيه، وأنشدنى أبو عمرو الهذلىّ لساعدة بن جؤيّة الهذلىّ:
فقالوا تركنا الحىّ قد حصروا به ** فلا ريب أن قد كان ثمّ لحيم

أي قتيل، يقال: فلان قد لحم، أي قتل، وحصروا به: أي أطافوا به، لا ريب:
لا شكّ.
{هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} (2) أي بيانا للمتقين.
{الْمُفْلِحُونَ} (5) كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح، ومصدره الفلاح وهو البقاء، وكل خير، قال لبيد بن ربيعة:
نحلّ بلادا كلها حلّ قبلنا ** ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير

الفلاح أي البقاء، وقال عبيد بن الأبرص:
أفلح بما شئت فقد يدرك ** بالضّعف وقد يخدع الأريب

والفلاح في موضع آخر: السّحور أيضا. وفى الأذان: حىّ على الفلاح وحىّ على الفلح جميعا والفلّاح الأكار، وإنما اشتقّ من: يفلح الأرض أي يشقّها ويثيرها، ومن ذلك قولهم:
إنّ الحديد بالحديد يفلح

أي يفلق والفلاح هو المكاري في قول ابن أحمر أيضا:
لها رطل تكيل الزيت فيه ** وفلّاح يسوق لها حمارا

فلّاح مكار، وقال لبيد:
اعقلى إن كنت لمّا تعقلى ** ولقد أفلح من كان عقل

أي ظفر، وأصاب خيرا.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (6) هذا كلام هو إخبار، خرج مخرج الاستفهام وليس هذا إلا في ثلاثة مواضع، هذا أحدها، والثاني: ما أبالى أقبلت أم أدبرت، والثالث: ما أدرى أولّيت أم جاء فلان.
{خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ} (7) ثم انقطع النصب، فصار خبرا، فارتفعت فصار {غشاوة} كأنها في التمثيل، قال: {وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} أي غطاء، قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة:
تبعتك إذ عينى عليها غشاوة ** فلما انجلت قطّعت نفسى ألومها

{يُخادِعُونَ} (9) في معنى يخدعون، ومعناها: يظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجئ يفاعل إلّا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها قوله: {قاتَلَهُمُ اللَّهُ} [9: 31] معناها: قتلهم اللّه.
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (10) أي شكّ ونفاق.
{عَذابٌ أَلِيمٌ} (10) أي موجع من الألم، وهو في موضع مفعل، قال ذو الرمة:
ونرفع في صدور شمر دلات ** يصكّ وجوهها وهج أليم

الشّمردلة: الطويلة من كل شيء.
{الشياطين} (14) كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان.
{فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (15) أي بغيهم وكفرهم، يقال: رجل عمه وعامه، أي جائر عن الحق، قال رؤبة:
ومهمه أطرافه في مهمه ** أعمى الهدى بالجاهلين العمّه

{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ} (17) ثم انقطع النصب، وجاء الاستئناف:
{صُمٌّ بُكْمٌ} (18) قال النابغة:
توهّمت آيات لها فعرفتها ** لستّة أعوام وذا العام سابع

ثم استأنف فرفع فقال:
رماد ككحل العين لأيا أبينه ** ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع

{كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ} (19) معناه: كمطر، وتقديره تقدير سيّد من صاب يصوب، معناه: ينزل المطر، قال علقمة بن عبدة:
كأنهم صابت عليهم سحابة ** صواعقها لطيرهن دبيب

فلا تعدلى بينى وبين مغمّر ** سقتك روايا المزن حيث تصوب

وقال رجل من عبد القيس، جاهلى، يمدح بعض الملوك:
ولست لانسىّ ولكن لملأك تنزّل من جوّ السماء يصوب حطبها الناس، والوقود مضموم الأول التلهب.
{وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا} (25) أي يشبه بعضه بعضا، وليس من الاشتباه عليك، ولا مما يشكل عليك.
{وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ} (25) واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء.
{وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [2: 35].
{لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً} (26) معناها: أن يضرب مثلا بعوضة، {ما} توكيد للكلام من حروف الزوائد، قال النابغة الذبياني:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام ** لنا إلى حمامتنا ونصفه فقد

أي حسب، و{ما} هاهنا حشو.
قال: وسأل يونس رؤبة عن قول اللّه تعالى: {ما بَعُوضَةً} فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين في الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعا:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام ** لنا إلى حمامتنا ونصفه فقد

{فَما فَوْقَها} (26) فما دونها في الصغر.
{وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ} (30) الهمزة فيها مجتلبة، لأن واحدها ملك بغير همزة، قال الشاعر فهمز:
ولست لإنسىّ ولكن لملأك ** تنزّل من جوّ السماء يصوب

{أتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها} (30) جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربّها، وقد قال تبارك وتعالى:
{إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (30) ولكن معناها معنى الإيجاب: أي إنك ستفعل. وقال جرير، فأوجب ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان:
ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح

وتقول وأنت تضرب الغلام على الذنب: ألست الفاعل كذا؟ ليس باستفهام ولكن تقرير.
{نُقَدِّسُ لَكَ} (30) نطهّر، التقديس: التطهير.
و{نُسَبِّحُ} (30) نصلىّ، تقول: قد فرغت من سبحتى، أي من صلاتى.
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها} (31) أسماء الخلق.
{ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ} (31) أي عرض الخلق.
{سُبْحانَكَ} (32) تنزيه للرب، وتبرؤ، قال الأعشى تبرءا وتكذيبا لفخر علقمة:
أقول لمّا جاءنى فخره ** سبحان من علقمة الفاخر

{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا} (34) معناه: وقلنا للملائكة، وإذ من حروف الزوائد، وقال الأسود بن يغفر:
فإذا وذلك لا مهاه لذكره ** والدهر يعقب صالحا بفساد

ومعناها: وذلك لا مهاه لذكره، لا طعم ولا فضل وقال عبد مناف بن ربع الهذلىّ وهو آخر قصيدة:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ** شلّا كما تطرد الجمّالة الشردا

معناه: حتى أسلكوهم.
قال ابن دريد: وأجاز أبو عبيدة سلكت وأسلكت واحتج بقول الهذلي.
قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: هذا مكفوف عن خبره لأن هذا البيت آخر القصيدة.
وقال ابن السيد في معنى البيت: وصف قوما هزموا حتى ألجئوا إلى الدخول في قتائدة وهى ثنية ضيقة، وقال الأصمعى: كل ثنية قتائدة، الإسلاك الإدخال، والشل: الطرد والجمالة أصحاب الجمال، قال أبو عبيدة: إذ زائدة فلذلك لم يأت لها جواب، وذهب الأصمعى إلى أن الجواب محذوف. إلخ.
{فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ} (34) نصب إبليس على استثناء قليل من كثير، ولم يصرف إبليس لأنه أعجمى.
{وَقُلْنا يا آدَمُ} (35) هذا شيء تكلمت به العرب، تتكلم بالواحد على لفظ الجميع.
{وَكُلا مِنْها رَغَدًا} (35) الرغد: الكثير الذي لا يعنّيك من ماء أو عيش أو كلأ أو مال، يقال: قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، قال الأعشى:
زبدا بمصر يوم يسقى أهلها ** رغدا تفجّره النبيط خلالها

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ} (36) أي استزلهما.
{وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ} (36) إلى غاية ووقت.
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ} (37) أي قبلها وأخذها عنه، قال أبو مهدى، وتلا علينا آية فقال: تلقيتها من عمّى، تلقّاها عن أبى هريرة، تلقّاها عن النبي عليه السلام.
{إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ} (33) أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس: الذي يتوب من الذنب.
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ} (45) العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره: الذي يلى الفعل، قال عمرو بن امرى، القيس من الخزرج:
نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راض والرأى مختلف

الخبر للآخر وفى القرآن مما جعل معناه على الأول قوله: {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْها} [62: 11].
{الخاشعون} (45) المخبتون المتواضعون.
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ} (46) معناها: يوقنون، فالظن على وجهين: يقين، وشك قال دريد بن الصّمّة:
فقلت لهم ظنّوا بألفى مدجّج ** سراتهم في الفارسىّ المسرّد

ظنّوا أي أيقنوا:
فلما عصونى كنت منهم وقد ** أرى غوايتهم واننى غير مهتد

أي حيث تابعتهم وجعله يقينا.
{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ} (49) يولونكم أشدّ العذاب.
{وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} (49) أي ما ابتليتم من شدة، وفى موضع آخر: البلاء الابتلاء، يقال: الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من يلوته، ويقال: له عندى بلاء عظيم أي نعمة ويد، وهذا من: ابتليته خيرا.
{آلَ فِرْعَوْنَ} (50) قومه وأهل دينه، ومثلها: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ}.
{آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} (53) أي التوراة.
{وَالْفُرْقانَ} (53) ما فرّق بين الحق والباطل.
{وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ} (54) معناها: وقال موسى لقومه.
{بارِئِكُمْ} (54) خالقكم من برأت.
{الْمَنَّ} (57) شيء كان يسقط في السّحر على شجرهم فيجبتنونه حلوا يأكلونه.
{وَالسَّلْوى} (57) طائر بعينه، وهو الذي سمّاه المولّدون سمانى.
{وَقُولُوا حِطَّةٌ} (58) رفع، وهى مصدر من حطّ عنا ذنوبنا تقديره مدّة من مددت، حكاية أي قولوا: هذا الكلام، فلذلك رفع.
{الرجز} (59) العذاب.
{وَلا تَعْثَوْا} (60) أي لا تفسدوا، من عثيت تعثى عثوّا، وعثا يعثوا عثوا وهو أشدّ الفساد.
{وَفُومِها} (61) الفوم: الحنطة، وقالوا: هو الخبز.
{اهْبِطُوا مِصْرًا} (61) من الأمصار لأنهم كانوا في تيه. قالوا:
اثنى عشر فرسخا في ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلّا أن اللّه ظلّل عليهم بالغمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوى، وفجّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فإذا نزلوا وضعوا الحجر فبجس اللّه لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المقدس إلى قنّسرين.
{الذِّلَّةُ} (61) الصّغار.
{وَالْمَسْكَنَةُ} (61) مصدر المسكين، يقال:
ما في بنى فلان أسكن من فلان أي أفقر منه.
{باؤُ بِغَضَبٍ} (61) أي احتملوه.
{الَّذِينَ هادُوا} (62) أي الذين تابوا ممن تهوّد أي هدنا إلى ربنا.
{وَالصَّابِئِينَ} (62) يقال: صبأت من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها.
ويقال صبأت ثنية إذا طلعتها.
{الطُّورَ} (63) جبل، كان رفع عليهم حيث قيل لهم: {قُولُوا حِطَّةٌ (58)}.
{خاسِئِينَ} (65) مبعدين، يقال: خسأته عنى وخسأت الكلب، باعدته وخسأ الرجل، إذا تباعد.
{إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ} (68) لا فارض: مسنّة، ولا بكر: صغيرة.
{بَيْنَ ذلِكَ} (68) والعرب تقول: لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك فمجاز هذه الآية: بين هذا الوصف، ولذلك قال: بين ذلك، وقال رؤبة:
فيها خطوط من سواد وبلق

فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال:
كأنه في الجلد توليع البهق

قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل: كأنهما، فقال: كأنّ ذاك ويلك توليع البهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال:
يحسبن شاما أو رقاعا من بنق

جماعة شأمة.
{بَقَرَةٌ صَفْراءُ} (69) إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، كقوله: {جِمالَتٌ صُفْرٌ} (77: 33) أي سود.
{فاقِعٌ لَوْنُها} (69) أي ناصع.
{إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها} (71) أي لون سوى لون جميع جلدها.
{قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} (73) أي الآن تبيّنا ذلك، ولم تزل جائيا بالحق.
{فَادَّارَأْتُمْ فِيها} (72): اختلفتم فيها من التدارئ والدرء.
{فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها} (73) أي اضربوا القتيل ببعضها، ببعض البقرة.
{وَيُرِيكُمْ آياتِهِ} (73) أي عجائبه، ويقال: فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال: اجعل بينى وبينك آية أي علامة، وآيات: بينات، أي علامات وحجج، والآية من القرآن: كلام متصل إلى أنقطاعه.
{قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} (74) أي جفت، والقاسي: الجافي اليابس.
{أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} (76) أي بما منّ اللّه عليكم، وأعطاكم دونهم.
{أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا} (80) أي وعدا، والميثاق: العهد يوثق له.
{لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ} (84) سفك دمه: أي صبّ دمه كما يسفح نحي السمن يهريقه.
{وَقَفَّيْنا} (87) أي أردفنا، من يقفوه.
{وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (87) أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد: أي قوة، واللّه تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
من أن تبدّلت بآدى آدا

{وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ} (51: 47) أي: بقوة.
{قُلُوبُنا غُلْفٌ} (88) كل شيء في غلاف، ويقال: سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يختتن.
{قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ} [41: 5].
أي في أغطية واحدها كنان، قال عمر بن أبى ربيعة:
تحت عين كنانها ** ظلّ برد مرحّل

{لَعَنَهُمُ اللَّهُ} (88) أي أطردهم وأبعدهم، قالوا: ذئب لعين، أي مطرود مبعد، وقال الشّماخ:
ذعرت به القطا ونفيت عنه ** مقام الذئب كالرجل اللّعين

يريد: مقام الذئب اللعين كالرجل.
{يَسْتَفْتِحُونَ} (89) يستنصرون.
{وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ} (91) أي بما بعده.
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (93) سقوه حتى غلب عليهم مجازه مجاز المختصر أشربوا في قلوبهم العجل: حبّ العجل، وفى القرآن: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} [12: 82] مجازها: أهل القرية، وقال النابغة الذبياني:
كأنك من جمال بنى أقيش ** يقعقع خلف رجليه بشنّ

أقيش: حى من الجن، أضمر جملا يقعقع خلف رجليه بشن، وقال الأسدىّ:
كذبتم وبيت اللّه لا تنكحونها ** بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب

أضمر التي شاب قرناها وقال أبو أسلم، وأوتى بطعام قبل طعام، فقال:
الذي قبل أطيب.
{بِمُزَحْزِحِهِ} (96) بمبعده.
{مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} (97) أي لما كان قبله.
{نَبَذَ فَرِيقٌ} (101) أي بعض نبذه: تركه، وقال أبو الأسود الدّؤلىّ، قال أبو عبيدة: أخذ من الدألان، واختار الدّؤلى:
نظرت إلى عنوانه فنبذته ** كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا

{فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} (102) من نصيب خير.
{وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ} (102) أي تتبّع، وتتلو: تحكى وتكلم به كما تقول: يتلو كتاب اللّه أي يقرؤه.
{وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ} (102) أي: باعوا به أنفسهم، وقال ابن مفرّغ الحميرىّ:
وشريت بردا ليتنى ** من بعد برد كنت هامه

أي بعته.
{لَمَثُوبَةٌ} (102) من الثواب.
{راعِنا} (104) من راعيت إذا لم تنوّن، ومن نوّن جعلها كلمة نهوا عنها راعيت: حافظت وتعاهدت.
{أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} (105) قال أبو ذؤيب:
جزيتك ضعف الحب لما استثبته ** وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى

أي أحد قبلى، استثبته: استغللته.
{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} (106) أي: ننسخها بآية أخرى، {أَوْ نُنْسِها} من النّسيان: نذهب بها، ومن همزها جعلها من نؤخرها من التأخير، ومن قال: ننسوها كان مجازها تمضيها، وقال جرير:
ولا أنسأتكم غضبى

ونسأت الناقة: سقتها، وقال طرفة:
وعنس كألواح الإران نسأتها ** على لاحب كأنه ظهر برجد

يعنى أنه يسوقها ويمضيها.
{نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها} (106) أي نأتيك منها بخير.
{سَواءَ السَّبِيلِ} (108) أي وسطه، قال عيسى بن عمر: ما زلت أكتب حتى انقطع سوائى: أي وسطى، وقال حسّان بن ثابت يرثى عثمان بن عفّان:
يا ويح أنصار النبي ونسله ** بعد المغيّب في سواء الملحد

{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} (109) عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالهجرة والقتال فكل أمر نهى عنه عن مجاهدة الكفار فهو قبل أن يؤمر بالقتال، وهو مكى.
{وَآتُوا الزَّكاةَ} (110) أي أعطوا.
{بُرْهانَكُمْ} (111) بيانكم وحجتكم.
{بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} (112) ذهب إلى لفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع.
{وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (112) ومشرق كلّ يوم تطلع فيه الشمس من مكان لا تعود فيه إلى قابل، والمشرقين والمغربين: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، وكذلك مغربهما، القطر والقتر والحدّ والتّخوم واحد.
{إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ} (115) أي جوا يسع لما يسأل.
{قانِتُونَ} (116) كل مقرّ بأنه عبد له قانتات: مطيعات.
{بَدِيعُ} (117) مبتدع، وهو البادئ الذي بدأها.
{وَإِذا قَضى أَمْرًا فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (117) أي أحكم أمرا، قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما ** داود أو صنع السّوابغ تبّع

أي أحكم عملهما، فرفع {فيكون} لأنه ليس عطفا على الأول، ولا فيه شريطة فيجازى، إنما يخبر أن اللّه تبارك وتعالى إذا قال: كن، كان.
{لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} (118) هلّا يكلمنا اللّه، وقال الأشهب ابن رميلة:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ** بنى ضوطرى لو لا الكمي المقنّعا

يقول: هلّا تعدّون الكمىّ المقنّعا، يقال رجل ضوطرى وامرأة ضوطرة: أي ضخمة كثيرة الشحم ومثله ضيطار.
{حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (120) أي دينهم، والملل: الأديان.
{يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} (121) أي يحلّون حلاله، ويحرّمون حرامه.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} (121) وقع على الجميع.
{لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (123) أي لا تغنى.
{وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ} (123) أي مثل، يقال: هذا عدل هذا والعدل الفريضة، والصّرف النافلة وقال أبو عبيدة: العدل المثل والصّرف المثل، والعدل الفداء، قال اللّه تبارك وتعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ} [6: 70].
{وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ} (124) أي اختبره.
{مَثابَةً} (125) مصدر يثوبون إليه أي يصيرون إليه.
{وَالْعاكِفِينَ} (125) العاكف أي المقيم.
{والركّع السّجود} (125) الذين يركعون ويسجدون والراكع العاثر من الدواب قال الشاعر:
على قرواء تركع في الظّراب

الظراب: الجبال الصغار قال لبيد:
أخبر أخبار القرون التي مضت ** أدبّ كأنّى كلما قمت راكع

{قواعد البيت} (127) أساسه، مخفف، والجميع أسس، وجماع الأسّ إذا ضممته آساس، تقديره: أفعال {وَالْقَواعِدُ} الواحد من قواعد البيت قاعدة. والواحدة من قواعد النسا قاعدة، وقاعد أكثر، قال الكميت ابن زيد:
فى ذروة من يفاع أوّلهم ** زانت عواليها قواعدها

وقال أيضا:
وعادية من بناء الملوك ** تمتّ قواعد منها وسورا

واحدها قاعدة.
{يَرْفَعُ} (127) أي يبنى.
{وَأَرِنا مَناسِكَنا} (128) أي علّمنا، قال حطائط بن يعفر:
أرينى جوادا مات هزلا لأننى ** أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا

لأننى بفتح اللام، أراد: دلّينى ولم يرد رؤية العين، ومعنى لأننى لعلنى.
{وَيُزَكِّيهِمْ} (129) أي يطهّرهم، قال: {نَفْسًا زَكِيَّةً} [18: 75] أي مطهّرة.
{سَفِهَ نَفْسَهُ} (130) أي أهلك نفسه وأوبقها، تقول: سفهت نفسك.
{اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ} (132) أي أخلص لكم الدين، من الصفوة.
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ} (133) {أم} تجئ بعد كلام قد انقطع، وليست في موضع هل، ولا ألف الاستفهام، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ** غلس الظّلام من الرّباب خيالا

أن المعنى هل رأيت، يقول: كذبتك عينك، هل رأيت، أو بل رأيت.
{قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ} (134) والعرب تجعل العم والخال أبا.
قال أبو عبيدة: لم أسمع من حمّاد هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، عن عكرمة: إنّ النبي صلّى اللّه عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة:
ردّوا علىّ أبى فإنّى أخاف أن يفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة ابن مسعود، ثم قال: لئن فعلوا، لأضرمنّها عليهم نارا، وكان النبي صلى اللّه عليه بعث عروة إلى ثقيف، يدعوهم إلى اللّه، فرقى فوق بيت، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله.
{بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ} (135) انتصب، لأن فيه ضمير فعل، كأن مجازه بل اتبعوا ملة إبراهيم، أو: عليكم ملة إبراهيم.
{حَنِيفًا} (135) الحنيف في الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفا لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا: نحن حنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والختان والحنيف اليوم: المسلم.
قال ذو الرمة:
إذا خالف الظّل العشىّ رأيته ** حنيفا ومن قرن الضّحى يتنصّر

يعنى الحرباء.
{فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ} (137) مصدر شاققته وهو المشاقّة أيضا، وشاقّه: باينه، قال النابغة الجعدىّ:
وكان إليها كالذى اصطاد بكرها ** شقاقا وبغضا أو أطمّ وأهجرا

ومجازه: حارب، وعصى.
{صِبْغَةَ اللَّهِ} (138) أي دين اللّه، وخلقته التي خلقه عليها، وهى فطرته، من فاطر أي خالق.
{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ} (140) أم في موضع ألف الاستفهام، ومجازها: أتقولون.
{أُمَّةً وَسَطًا} (143) أي عدلا خيارا، ومنه قولهم: فلان واسط في عشيرته، أي في خيار عشيرته.
وقال غيلان:
وقد وسطت مالكا وحنظلا

أي صرت من أوسطهم وخيارهم.
وواسط: في موضع وسط، كما قالوا:
ناقة يبس ويابسة الخلف.
{رءوف} (143) فعول من الرأفة، وهى أشدّ الرحمة.
قال الكميت:
وهم الأرأفون بالناس في الرأ ** فة والأحلمون في الأحلام

{شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ} (144) أي قصد المسجد الحرام، قال الهذلىّ:
إنّ العسير بها داء مخامرها ** فشطرها نظر العينين محسور

العسير: الناقة التي لم تركب، شطرها: نحوها، وقال ابن أحمر:
تعدو بنا شطر جمع وهى عاقدة ** قد كارب العقد من إيقادها الحقبا

إيقادها: سرعتها.
{بِكُلِّ آيَةٍ} (145) أي علامة، وحجة.
{لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها} (148) أي موجّهها.
{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (150) موضع {إلّا} هاهنا ليس بموضع استثناء، إنما هو موضع واو الموالاة، ومجازها: لئلا يكون للناس عليكم حجة، وللذين ظلموا، وقال الأعشى:
إلّا كخارجة المكلّف نفسه ** وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا

ومعناه: وخارجة، وقال عنز بن دجاجة المازنىّ:
من كان أسرع في تفرّق فالج ** فلبونه جربت معا وأغدّت

إلّا كناشرة الذي ضيّعتم ** كالغصن في غلوائه المتنبّت

غلوائه: سرعة نباته، يريد: وناشرة الذي ضيعتم، لأن بنى مازن يزعمون أن فالجا الذي في بنى سليم، وناشرة الذي في بنى أسد: هما، ابنا مازن.
{أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} يقول: ترحّم من ربهم، قال الأعشى:
وفالج: هو فالج بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، سعى به بعض بنى مازن وأساء إليه حتى رحل عنهم، ولحق ببني ذكوان... فنسب إليهم، وكان بنو مازن قد ضيقوا على رجل منهم يسمى ناشرة، حتى انتقل عنهم إلى بنى أسد فدعا هذا الشاعر المازني على بنى مازن حيث اضطروا فالجا إلى الخروج عنهم، واستثنى ناشرة منهم، لأنه لم يرض فعلهم، ولأنه قد امتحن محنة فالج بهم... إلخ، عن الشنتمرى.
تقول بنتي إذا قرّبت مرتحلا يا ربّ ** جنّب أبى الأوصاب والوجعا

عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضى ** نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

فمن رفع مثل جعله: عليك مثل ذلك الذي قلت لى ودعوت لى به، ومن نصبه جعله أمرا يقول: عليك بالترحم والدعاء لى.
{شَعائِرِ اللَّهِ} (158) واحدتها شعيرة، وهى في هذا الموضع: ما أشعر لموقف أو مشعر أو منحر أي أعلم لذاك. وفى موضع آخر: الهدى، إذا أشعرها، وهو أن يقلّدها، أو يحلّلها فأعلم أنها هدى، والأصل: أن يشعرها بحديدة في سنامها من جانبها الأيمن: يطعنها حتى يخرج الدم.
{وَالْفُلْكِ} (164) تقع على الواحد، وعلى الجميع، وهى السفينة والسّفن، والعرب تفعل ذلك قالوا: هي الطّرفاء، وهذه الطّرفاء.
{وَبَثَّ فِيها} (164) أي فرّق وبسط، {وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} [88: 16] أي متفرقة مبسوطة.
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (165) أي يعلم، وليس برؤية عين.
{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ} (166) أي الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها في الدنيا، واحدتها وصلة.
{حَسَراتٍ} (167) الحسرة أشدّ الندامة.
{خُطُواتِ الشَّيْطانِ} (168) هي الخطى، واحدتها: خطوة، ومعناها: اثر الشيطان.
{أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا} (168) أي وجدنا.
{أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا} (170) الألف ليست ألف الاستفهام أو الشك، إنما خرجت مخرج الاستفهام تقريرا بغير الاستفهام.
{أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا} أي: وإن كان آباؤهم.
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ} (170) إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به وهى الغنم تقول:
كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها والعرب تريد الشيء فتحوّله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوض على الناقة وإنما تعرض الناقة على الحوض، ويقولون: هذا القميص لا يقطعنى، ويقولون: أدخلت القلنسوة في رأسى، وإنما أدخلت رأسك في القلنسوة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفى القرآن: {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ} [28: 36] ما إنّ العصبة لتنوء بالمفاتح: أي تثقلها. والنعيق: الصياح بها، قال الأخطل:
انعق بضأنك يا جرير فإنما ** منّتك نفسك في الخلاء ضلالا

{وَما أُهِلَّ بِهِ} (173) أي وما أريد به، وله مجاز آخر، أي:
ما ذكر عليه من أسماء آلهتهم، ولم يرد به اللّه عز وجل. جاء في الحديث: أرايت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ أليس مثل ذلك يطلّ.
{غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ} (173) أي لا يبغى فيأكله غير مضطر إليه، ولا عاد شبعه.
{فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (175) ما في هذا الموضع في معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب.
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (177) فالعرب تجعل المصادر صفات، فمجاز البرّ هاهنا:
مجاز صفة ل {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} وفى الكلام: ولكن البارّ من آمن باللّه، قال النابغة:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتى ** على وعلى في ذى القفارة عاقل

{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ} (177) رفعت على موالاة قوله: {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} وفى وفعل {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ} ثم أخرجوا.
{وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ} (177) من الأسماء المرفوعة، والعرب تفعل ذلك إذا كثر الكلام سمعت من ينشد بيت خرنق بنت هفّان من بنى سعد بن ضبيعة، رهط الأعشى:
لا يبعدن قومى الذين هم ** سمّ العداة وآفة الجزر

النازلين بكل معترك ** والطيبين معاقد الأزر

فيخرجون البيت الثاني من الرفع إلى النصب، ومنهم من يرفعه على موالاة أوله في موضع الرفع.
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} (178) أي ترك له.
{مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} (182) أي جورا عن الحق، وعدولا، قال عامر الخصفيّ:
هم المولى وقد جنفوا علينا ** وإنّا من لقائهم لزور

جنفوا: أي جاروا، والمولى هاهنا في موضع الموالي، أي بنى العم، كقوله: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [22: 5].
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ} (183) أي فرض عليكم.
{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} (186) أي يجيبونى قال كعب الغنوىّ:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ** فلم يستجبه عند ذاك مجيب

أي فلم يجبه عند ذاك مجيب.
{لَيْلَةَ الصِّيامِ} (187) مجازها ليل الصيام، والعرب تضع الواحد في موضع الجميع، قال عامر الخصفيّ:
هم المولى وقد جنفوا علينا ** وإنّا من لقائهم لزور

{الرَّفَثُ} (188) أي الإفضاء إلى نسائكم، أي النكاح.
{هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ} (187) يقال لامرأة الرجل: هي فراشه، ولباسه وإزاره، ومحل إزاره، قال الجعدي:
تثنّت عليه فكانت لباسا

{الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} (187) الخيط الأبيض: هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود هو الليل، والخيط هو اللون.
{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها} (189) البرّ هنا: في موضع البار، ومجازها: اى اطلبوا البرّ من أهله ووجهه ولا تطلبوه عند الجه.
{الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} (19) أي الكفر أشدّ من القتل في أشهر الحرم، يقال: رجل مفتون في دينه أي كافر.
{التَّهْلُكَةِ} (195) والهلاك، والهلك، والهلك واحد.
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (196) والمعنى: أن العمرة ليست بمفترضة، وإنما نصبت على ما قبلها قال أبو عبيدة: وأخبرنا ابن عون عن الشّعبى أنه كان يقرأ: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} يرفع العمرة، ويقول: إنها ليست بمفترضة.
ومن نصبها أيضا جعلها غير مفترضة.
{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ} (196) أي إن قام بكم بعير، أو مرضتم، أو ذهبت نفقتكم، أو فاتكم الحجّ، فهذا كله محصر، والمحصور: الذي جعل في بيت، أو دار، أو سجن.
{الهدى} (196) قال يونس: كان أبو عمرو يقول في واحد {الهدى}:
هدية، تقديرها جدية السرج، والجميع الجدى، مخفف. قال أبو عمرو: ولا أعلم حرفا يشبهه.
{أو نسك} (196) النّسك أن ينسك، يذبح للّه، فالذبيحة النسيكة.
{فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ} (196) العرب تؤكد الشيء وقد فرغ منه فتعيده بلفظ غيره تفهيما وتوكيدا.
{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} (197) من أو ذم في الحج: أي فرضه عليه أي ألزمه نفسه.
{فَلا رَفَثَ} (197) أي لا لغا من الكلام، قال العجاج:
عن اللّغا ورفث التكلّم

{وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ} (197) أي لا شك فيه أنه لازم في ذى الحجة، هذا فيمن قال: {جِدالَ} ومن قال: {لا جِدالَ فِي الْحَجِّ}:
من المجادلة.
{فَإِذا أَفَضْتُمْ} (198) أي رجعتم من حيث جئتم.
{معدودات} (203) المعدودات: أيام التشريق المعلومات: عشر ذى الحجة.
{أَلَدُّ الْخِصامِ} (204) شديد الخصومة، ويقال للفاجر: أبلّ وألدّ، ويقال:
قد بللت ولددت بعدي مصدره اللدد، والجميع: قوم لدّ، قال المسيّب بن علس:
ألا تتّقون اللّه يا آل عامر ** وهل يتّقى اللّه الإبل المصمّم

{وَلَبِئْسَ الْمِهادُ} (206) الفراش.
{يَشْرِي نَفْسَهُ} (207) يبيعها.
{السِّلْمِ} (208) الإسلام، والسّلم يؤنث ويذكر، قال حاجز الأزدىّ:
وإنّ السّلم زائدة نواه

وفى موضع آخر الصلح.
{كَافَّةً} (208) جميعا يقال: إنه لحسن السّلم.
{وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ} (212) أي أفضل منهم.
{بِغَيْرِ حِسابٍ} (212) بغير محاسبة.
{أُمَّةً واحِدَةً} (213) أي ملّة واحدة.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} (214) أي أحسبتم {أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ}.
{خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} (214) أي مضوا.
{وَزُلْزِلُوا} (214) أي خوّفوا.
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ} (217) مجرور بالجوار لما كان بعده {فِيهِ} كناية للشهر الحرام، وقال الأعشى:
لقد كان في حول ثواء ثويته ** تقضّى لبانات ويسأم سائم

{حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ} (217) أي بطلت وذهبت.
{الْمَيْسِرِ} (218) القمار.
{قُلِ الْعَفْوَ} (218) أي الطاقة التي تطيقها والقصد، تقول: خذ ما عفا لك، أي ما صفا لك.
{لَأَعْنَتَكُمْ} (220) أي لأهلككم، من العنت.
{نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (223) كناية، وتشبيه، قال: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (223).
{وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ} (224) أي نصبا.
و{اللغو} (225) لا واللّه، وبلى واللّه، وليس بيمين تقتطع بها مالا أو تظلم بها.
{يولون} (225) يولى يحلف، من الأليّة وهى اليمين، ألوة، وأليّة اليمين قال أوس بن حجر:
علىّ أليّة عتقت قديما ** فليس لها وإن طلبت مرام

{فَإِنْ فاؤُ} (226) أي رجعوا عن اليمين.
{يتربّصن} (228) والتربّص أن لا تقدم على زوج حتى تقضى ثلاثة قروء واحدها: قرء، فجعله بعضهم الحيضة، وقال بعضهم: الطهر، قال الأعشى:
وفى كل عام أنت جاشم غزوة ** تشدّ لأقصاها عزيم عزائكا

مؤرّثة مالا وفى الأصل رفعة ** لما ضاع فيها من قروء نسائكا

وكلّ قد أصاب، لأنه خروج من شيء إلى شيء فخرجت من الطهر إلى الحيض، ومن قال: بل هو الطهر فخرجت من الحيض إلى الطهر. وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت.
{وَبُعُولَتُهُنَّ} (228) الأزواج، واحدها بعل.
{دَرَجَةٌ} (228) منزلة.
{إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ} (229) معناها: إلّا أن يوقنا.
{فَإِنْ خِفْتُمْ} (229) هاهنا: فإن أيقنتم.
{إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ} (230) أي أيقنا.
{فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} (232) منتهى كل قرء أو شهر، {فإذا فبلغن أجلهن فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} (232) في هذا الموضع: منتهى العدّة الوقت الذي وقّت اللّه ثم قال: {تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} (232) أي تزويجا صحيحا.
{فَلا تَعْضُلُوهُنَّ} (232) أي لا تحبسوهن، ونرى أن أصله من التعضيل.
{لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها} (223) رفع، خبر، ومن قال: {لا تُضَارَّ} بالنصب فإنما أراد لا تضارر، نهى.
{فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ} (235) أي في عدّتهن أن تقول:
إنى أريد أن أتزوجك وإن قضى شيء كان.
{لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا}.
السرّ: الإفضاء بالنكاح، قال الحطيئة:
ويحرم سرّ جارتهم عليهم ** ويأكل جارهم أنف القصاع

أي ما استأنفت وقال رؤبة بن العجّاج:
فعفّ عن إسرارها بعد العسق

يعنى غشيانها، أراد الجماع. قال امرؤ القيس بن حجر الكندىّ:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّنى ** كبرت وألا يحسن السرّ أمثالى

{الْمُقْتِرِ} (236) يقال: قد أقتر فلان، إذا كان مقّلا، قال الشاعر:
ولا من ربيع المقترين رزئته ** بذي علق فاقنى حياءك واصبري

{إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} (237) هن: يتركن، يهبن، عفوت لك عن كذا وكذا: تركته لك.
{فَرِجالًا} (239) واحدها: راجل، مثل قيام وقائم.
{وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (241) كانوا إذا طلّقوا يمتعونها من المقنعة فما فوق ذلك متعها وحمّمها: أي أعطاها.
{الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ} (246) وجوههم، وأشرافهم، ذكر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما رجعوا من بدر سمع رجلا من الأنصار يقول: إنما قتلنا عجائز صلعا، فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلم: أولئك الملأ من قريش لو احتضرت فعالهم، أي حضرت، احتقرت فعالك مع فعالهم.
{هَلْ عَسَيْتُمْ} (246) هل تعدون أن تفعلوا ذلك.
{بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} (247) أي زيادة، وفضلا وكثرة.
{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً} (247) علامات، وحججا.
{مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} (249) مختبركم.
{غرفة} (249) الغرفة مصدر، والغرفة: ملء الكف.
{يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ} (249) يوقنون.
{فِئَةٍ} (249) جماعة.
{أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْرًا} (250) أنزل علينا.
{خُلَّةٌ} (254) مصدر الخليل، وتقول: فلان خلّتى: أي خليلى، قال أوفى بن مطر المازنىّ:
ألا أبلغا خلتى جابرا ** بأن خليلك لم يقتل

يقال: فلان خلّتى: أي خليلى.
{الْقَيُّومُ} (255) القائم وهو الدائم الذي لا يزول، وهو فيعول.
{سِنَةٌ} (255) السّنة: النّعاس، والوسنة النّعاس أيضا. قال عدى بن الرّقاع:
وسنان أقصده النّعاس فرنقت ** في عينه سنة وليس بنائم

{وَلا يَؤُدُهُ} (255) ولا يثقله، تقول: لقد آدانى هذا الأمر، وما أداك فهو لى آئد، قال الكميت:
علينا كالنّهاء مضاعفات ** من الماذى لم تؤد المتونا

تقول: ما أثقلك فهو لى مثقل.
{لَا انْفِصامَ لَها} (256) أي لا تكسر، وقال الكميت:
فهم الآخذون من ثقة الأمر ** بتقواهم وعرى لا انفصام لها

{بِالطَّاغُوتِ} (256) الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والانس شياطينهم.
{العروة الوثقى} (256) شبّه بالعرى التي يتمسك بها.
{أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ} (257) في موضع جميع لقوله: {يُخْرِجُونَهُمْ} (257) والعرب تفعل هذا، قال:
فى حلقكم عظم وقد شجينا

وقال العباس بن مرداس:
فقلنا أسلموا إنا أخوكم ** فقد برئت من الإحن الصّدور

{فَبُهِتَ} (258) انقطع، وذهبت حجته، وبهت: أكثر الكلام، وبهت إن شئت.
{خاوِيَةٌ} (259) لا أنيس بها، {عَلى عُرُوشِها} على بيوتها وأبنيتها.
{لَمْ يَتَسَنَّهْ} (259) لم تأت عليه السنون فيتغير، وهذا في قول من قال للسنة: سنية مصغرة، وليست من الأسن المتغير، ولو كانت منها لكانت ولم يتأسن.
{ننشرها} (259) نحييها ومن قال: {نُنْشِزُها} قال: ننشز بعضها إلى بعض.
{فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} (260) فمن جعل من صرت تصور، ضمّ، قال: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} ضمّهن إليك، ثم اقطعهن.
{ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} فمن جعل من صرت قطّعت وفرّقت قال: خذ أربعة من الطير إليك فصرهن إليك أي قطعهن ثم ضع على كل جبل منهن جزءا قالت خنساء:
لظلت الشّمّ منها وهى تنصار

الشّمّ: الجبال، تنصار: تقطع وتصدع وتفلق وأنشد بعضهم بيت أبى ذؤيب:
فانصرن من فزع وسدّ فروجه ** غبر ضوار وافيان وأجدع

صرنا به الحكم: أي فصّلنا به الحكم. وقال المعلّى بن جمال العبدىّ.
وجاءت خلعة دهس صفايا ** يصور عنوقها أحوى زنيم

ولون الدّهاس: لون الرمل كأنه تراب رمل أدهس. خلعة: خيار شائه صفايا: غزار، ويقال للنخلة: صفيّة أي كثيرة الحمل.
{صفوان} (264) الصفوان: جماع، ويقال للواحدة: صفوانة في معنى الصّفاة، والصّفا: للجميع، وهى الحجارة الملس.
{صلدا} (264) والصّلد: التي لا تنبت شيئا أبدا من الأرضين، والرؤوس، وقال رؤبة:
براق أصلاد الجبين الأجله

وهو الأجلح.
{بربوة} (265) ربوة: ارتفاع من المسيل.
{إعصار} (266) الإعصار: ريح عاصف، تهبّ من الأرض إلى السماء، كأنه عمود فيه نار.
{وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (267) أي لا تعمدوا له، قال خفاف بن ندبة:
فإن تك خيلى قد أصيب صميمها ** فعمدا على عين تيمّمت مالكا

{إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} (267) ترخّص لنفسك.
{إِلْحافًا} (273) إلحاحا.
{الْمَسِّ} (275) من الشيطان، والجن، وهو اللّمم، وهو ما ألمّ به، وهو الأولق والألس والزّؤد، هذا كله مثل الجنون.
{فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} (275) العرب تصنع هذا إذا بدءوا بفعل المؤنث قبله.
{فَلَهُ ما سَلَفَ} (275) ما مضى.
{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا} (276) يذهبه كما يمحق القمر، ويمحق الرجل إذا انتقص ماله.
{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} (279) أيقنوا، تقول: آذنتك بحرب، فأذنت به.
{لا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} (282) لا ينقص، قال: لا تبخسنى حقى؟، قال في مثل: تحسبها حمقاء وهى باخسة أي ظالمة.
{أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى} (282) أي تنسى.
{وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا} (282) قال فيمن شهد: لا يأب إذا دعى، وله قبل أن يشهد أن لا يفعل.
{أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (282) أعدل.
{فسوق} (282) الفسوق: المعصية في هذا الموضع.
{فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ} (283) قال أبو عمرو: الرّهان في الخيل، وأنشد قول قعنب بن أمّ صاحب من بنى عبد اللّه بن غطفان:
بانت سعاد وأمسى دونها عدن ** وغلّقت عندها من قبلك الرّهن

{غُفْرانَكَ} (285) مغفرتك، أي اغفر لنا.
{إصرا} (286) الإصر الثّقل وكلّ شيء عطفك على شيء من عهد، أو رحم فقد أصرك عليه، وهو الأصر مفتوحة، فمن ذلك قولك: ليس بينى وبينك آصرة رحم تأصرنى عليك، وما يأصرنى عليك حق: ما يعطفنى عليك وقال الأبيرد في قوله عزّت قدرته: {فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} (260).
فما تقبل الأحياء من حب خندف ** ولكن أطراف العوالي تصورها

أي تضمّها إلينا.
ولو أن أمّ الناس حوّاء حاربت ** تميم بن مرّ لم تجد من تجيرها

اهـ.